59_ الخوف من الله سبحانه وتعالى - شرح الأصول الثلاثة - الشيخ عثمان الخميس

إقرأ

 قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]

 لماذا؟ لأنه لا يجوز الخوف إلا من الله سبحانه وتعالى. والخوف كما قال أهل العلم خوفان أيضاً: الخوف الطبيعي وخوف العبادة، خوف العبادة هو الذي لا يجوز أن يصرف إلا لله أما الخوف الطبيعي فيمكن أن يقع من الإنسان، أنا الآن لو جاءني سبع أو جاءني إنسان معه سلاح أشهره في وجهي أشعر بالخوف أو جاءتني سيارة مسرعة أشعر بالخوف هذا خوف طبيعي هذا لا يلام عليه الإنسان. ومنها قول الله تبارك وتعالى عن موسى: "فخرج منها خائفاً يترقب" وقول الله تبارك وتعالى: "فأوجس منهم خيفةً موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى" هذا الخوف الذي يشعر به الإنسان جراء سيارة ستصدمه جبل سيسقط عليه وحش سيأكله إنسان سيقتله هذا خوف طبيعي هذا لا يلام عليه الإنسان الخوف الطبيعي. 

ما الذي يلام عليه الإنسان؟ خوف القلب هو خوف السر الخوف من غير الله تبارك وتعالى في شيءٍ لا يقدر عليه إلا الله تبارك وتعالى. مثل الذي يعتقد في غير الله تبارك وتعالى أنه يمكن أن يضر أو ينفع. والقاعدة عندنا لا يضر ولا ينفع إلا الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك". 

فإذاً المسلم لا يخاف إلا من الله تبارك وتعالى، يعلم أن النافع والضار هو الله. فإذا اعتقد أن الضار غير الله تبارك وتعالى هذا هو خوف السر هذا هو الكفر والعياذ بالله. بل عليه أن يعتقد أن النفع والضر بيد الله وأن الله تبارك إذا أراد أن لا يضرك شيء لن يضرك شيء أبدا بأمر الله سبحانه وتعالى كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى فلا يخاف المسلم إلا من الله

شارك