وهنا القضية وهي أن نفرق بين الحب الديني والحب غير الديني، والله لا يؤاخذنا بالحب غير الديني سبحانه وتعالى كما قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" قال أهل العلم في تفسير هذه الآية قولين أحد هذين القولين أنك لا تهدي من أحببته أي من أحببته أنت وهو عمه أبو طالب تحبه كونه عماً لك كونه رعاك في صغرك كونه دافع عنك في دعوتك أنت تحبه هذا الحب الفطري فهذا الحب الفطري لا يعارض قول الله تبارك وتعالى: "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله". لأن المقصود الحب الذي فيه الجزاء والعقاب وهو الحب الديني. أما الحب غير الديني فمعفوٌ عنه كحب الرجل لزوجته، الله تبارك وتعالى أذن لنا قال: "ويسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات" ... حتى قال: "والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم" فالمحصنات من الذين أوتوا كتاب يهودية أو نصرانية يجوز له أن يتزوجها، هل يعقل أنه يتزوجها ولا يحبها؟ يحبها لكن ليس حباً دينياً وإنما هذا الحب الشهواني أو الحب الفطري كما يحب الولد والده أو والدته أو العكس كما يحب الوالد ولده هذا حب فطري أو الحب العاطفي كما يحب الكبير الصغير ويشفق عليه ويحب اليتيم أو يشفق ويحب المريض أو يحب من أحسن اليه
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فهذا حب غير ديني لا يؤاخذ الله به ولا يحاسب عليه وإنما يؤاخذ ويحاسب على الحب الديني الحب الذي فيه الثواب والعقاب