والفرق بين هذه الكتب وبين القرآن الكريم ان هذه الكتب لما انزلها الله تبارك وتعالى على المرسلين السابقين قال اهل العلم لم يتعهد بحفظها وانما امر الناس ان يحفظوها. فقال سبحانه وتعالى
إِنَّاأَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44-المائدة)
اي طلب منهم ان يحفظوا. كتاب الله تبارك وتعالى. لكن الذي حصل ان هؤلاء لم يحفظوا كتاب الله. بل تعدوا وحرفوا كلام الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا قال يحرفون الكلم عن مواضعه. من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه. فهم حرفوا كلام الله تبارك وتعالى بعد ان حرفت هذه الكتب. وزيد فيها نقص منها. ارسل الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وانزل عليه كتاباً وتعهد بحفظه. فقال
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. انتهى الامر. وقال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فتعهد الله بحفظه فالكتب السابقة اذاً الله لم يتعهد بحفظها وانما امر الناس ان يحفظوها بما استحفظوا من كتاب الله. لكنهم لم يحفظوها. عندها لما كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وكان كتابه كتابه خاتم الكتب. الله جعله صالحاً لكل زمان لكل مكان لكل احد وحفظه. سبحانه وتعالى من ان يمس. ولذلك قال اهل العلم كل من ادعى ان القرآن وقع فيه تحريف ولو بحرف. واحد زيد فيه او نقص فانه كافر. لانه مكذب لله تبارك وتعالى الذي يقول وانا له لحافظون.