المتنبي يقول عن سيف الدولة الحمداني:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره
بيتان جميلان يا من ألوذ به فيما أؤمله: اللواذ: هو الالتجاء للشخص لنيل شيء. والاستعاذة أو العوذ هو أيضا لجوء لشخص لدفع شيء. إذاً اللواذ للطلب والعوذ للامتناع، للهرب خلينا نقول. فيقول ابن كثير رحمه الله تبارك وتعالى نقل عن ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه كان ينكر هذين البيتين على المتنبي، ويقول لا يجوز أن يقال هذا الكلام في مخلوق. هذا لا يقال إلا للخالق.
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره.
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره.
يعني لا يجبر الناس عظماً إذا أنت كسرته. ولا يكسرون عظماً إذا أنت جبرته . فابن تيمية رحمه الله تعالى يقول هذا لا يقال لمخلوق. كلام جميل لكن لا يقال لمخلوق. هذا لا يقال إلا للخالق، فقط له. يقول ابن كثير: وقال ابن القيم: وربما سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقوله في السجود، الله اكبر. يعني هذان البيتان لجمالهما كان ابن تيمية يقولهما لله في سجوده. يعني وفق المتنبي بالكلمات لكن ما وفق في إسقاطها على من يستحقها. فأسقطها على بشرٍ مثله، وابن تيمية يقول هذا لا يجوز أن يقال إلا لله سبحانه وتعالى فكان ربما قال هذين البيتين ولكن في الله سبحانه وتعالى وهما فعلاً بيتان جميلان