وهذا ذكره القرطبي رحمه الله تعالى أن بعض العرب يعني كيف تؤثر فيهم هذه الكلمات، هذه بلاغة القرآن الكريم يقول إن رجلاً سب رجلاً والذي وقع عليه السب سكت كأنما لم يسمع، الآن من الذي تضايق؟ الذي سب، لأنه هو سب يريد ذلك لكي تبدأ المعركة فهو سبه لكن هذا سكت ما رد عليه، فيريد أن يقول له أنا قاعد أسبك لماذا لا ترد علي؟ ماذا قال له؟ قال له إياك أعني، لو قال أعنيك، صح، أنا أعنيك هذا. لكن لو قال له أعنيك قال تعنيني وتعني غيري، لماذا أنا أرد؟ لكن لما يقول له إياك أعني يعني أن هذا السب موجهٌ لك أنت خاصة، هذا كلام العرب إياك أعني، ماذا رد عليه صاحبه؟ ما قال وأعرض عنك، قال: وعنك أعرض. أيضاً قدم المفعول على الفعل أيضاً للاختصاص كأن يقول أنت بالذات ما أنت كفو أن أرد عليك. لأنك أنت أنا لن أرد لأنك أنت، هؤلاء العرب عندما يسمعون "إياك نعبد وإياك نستعين" تفرق معهم كثيرا بينها وبين نعبدك ونستعين بك. وإن كان نعبدك ونستعين بك صحيحا فنحن نعبده ونستعين به سبحانه وتعالى ولكن عندما يسمعون إياك نعبد يفهمون أن المراد الاختصاص أن العبادة كلها لله. إياك نستعين أن الاستعانة كلها لله والسين للطلب، نستعين بك أي نطلب العون منك