وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117المؤمنون)
طيب هذا الذي يدعو مع الله إلهاً آخر، ما وضعه؟ قال: "إنه لا يفلح الكافرون". سماه كافرا لماذا؟ لأنه صرف العبادة التي هي الدعاء لغير الله تبارك وتعالى. ومثل ذلك قول الله تبارك وتعالى: "له دعوة الحق وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" (الرعد14)
ما قال دعاء الداعين، دعاء الكافرين إلا في ضلال فسماهم كافرين، سبحانه وتعالى له دعوة الحق معناه دعوة غيره باطلة. ولذا قال: "والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء" ثم ذكر لهم مثالاً قال: "كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه" لو الإنسان وضع يده هكذا في الماء لم ينزل ليشرب ولم يرفع يده ليشرب وإنما هو ما زال مستقيم الظهر وما زالت يده في الماء، كيف سيصل إلى الماء؟ لن يصل الماء. يقول: "كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه". إما أن تنزل إلى الماء وإما أن ترفع الماء إليك، وإلا مجرد وضع اليد لا ينفعك.
الله تبارك وتعالى شبه الذين يدعون من دونه سبحانه وتعالى بهذا الذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه قال: "وما هو ببالغه" ثم قال: "وما دعاء الكافرين إلا في ضلال"