قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة. انتهينا. إذاً من الذي يستحق أن يعبد؟ خالق هذه الأشياء. الخالق هو الذي يستحق أن يعبد. إذاً الذي لم يخلق؟ لا يعبد. لا يعبد أبدا، لذلك الله تبارك وتعالى لما ذكر هذه المعبودات التي تعبد من دونه سبحانه وتعالى يقول: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب". كيف تعبدونهم؟! ما يخلقون، أنا الخالق. أنا الخالق. لذاك الذي يعبد هو الخالق سبحانه وتعالى هو الذي يوجد الأشياء من العدم. على غير مثالٍ سابق سبحانه وتعالى. الله هو الخالق جل وعلا فلا يجوز أن يخلق الله ويعبد غيره. ولذلك قال الله تبارك وتعالى:
{ أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن رحمة ربك أم هم المصيطرون}(الطور35
الذي يعبد هو الخالق. هذا الذي يستحق أن يعبد. وكل من يُخلق فإنه لا يستحق أن يعبد وإنما يعبد الله جل في علاه. هذا الأمر وهو أن الله يدلل على أحقيته بالعبادة دون غيره لأنه خالق كل شيء. وأن كل من عدا الله مخلوق كما قالوا من الفرش إلى العرش. أنبياء ملائكة شمس قمر جنة نار عرش فرش كل شيء. كل ما عدا الله فهو مخلوق. والخالق الله سبحانه وتعالى. الله خالق كل شيء جل في علاه. فإذا كان الأمر كذلك إذاً لا يعبد إلا الله سبحانه وتعالى.