قال رحمه الله تعالى: ودليل الاستعاذة قوله تعالى: "قل أعوذ برب الناس". الاستعاذة هي طلب العوذ. والاستعاذة والاستغاثة والدعاء واحد. الاستغاثة دعاء والاستعاذة دعاء. لكن الدعاء قد يكون له طلب شيء لكن الاستعاذة للخوف من شيء والاستغاثة للدفع من شيء. فهذه فروق دقيقة جداً بين الرجاء والاستغاثة والاستعاذة والدعاء. ولذا قدم الدعاء أول شيء لأن كلها تقريباً داخلة ضمن هذه العبادة وهي عبادة الدعاء. الاستعاذة طلب العوذ. فعندما أقول أعوذ بالله أي ألتجئ إلى الله سبحانه وتعالى بجناب الله جل وعلا أن يحميني أن يحفظني أن يدفع عني. أن لا يأتي ضر طالما أني أستعيذ بالله ومن هذا قولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي ألتجئ إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظني من الشيطان الرجيم. والأصل في الاستعاذة أنها لدفع الشر. الأصل فيها لدفع الشر. ولذلك نحن نقول نعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أن يأتينا شره، أن يصيبنا شره. والأصل في الاستعاذة أنها لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى.