73_كيف التوفيق بين حديث الرسول (لا عدوى ولا طيرة) وفتوى التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة؟

إقرأ

- كيف التوفيق بين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة وفتوى التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة وهل ورد في التاريخ الإسلامي تباعد بين المصلين بسبب وباء من الأوبئة؟ 

طيب هذا فتح لنا باباً الآن في قضية الصلاة، الآن الحمد لله يعني من الأمس أذن بالصلاة في المساجد مع التباعد وهنا أصبح لغط وذلك أن بعض أهل العلم قال مثلاً لا تصح الصلاة في هذه الطريقة بهذا التباعد متر أو متر ونص أو مترين أقل أو أكثر المهم التباعد المقصود بين المصلين فذهب بعض أهل العلم أن هذه الصلاة لا تجوز وليست هذه الصلاة التي أمر الله بها والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتسوية الصف وقال: ساووا صفوفكم وقال: لا تدعوا فرجات للشيطان بينكم وقال: فإن تسوية الصف من إتمام الصلاة، وفي رواية: من حسن الصلاة، فإذا كان الأمر كذلك قالوا إذاً هذه الصلاة ليست هي الصلاة التي أمر بها ولذلك قال بعضهم لا تجوز هذه الصلاة صلوا في بيوتكم،

وذهب آخرون إلى أن الصلاة في المسجد مع التباعد أفضل من الصلاة أو أولى من الصلاة في البيت ولو كان هناك تقارب، نحن الآن عندنا أول شيء المسألة الأولى: وهي مسألة اجتهادية يعني ليس فيها نوازل فما زال الاجتهاد واسعا لذلك نعذر من يقول أن هذه الصلاة لا تصح بهذه الطريقة له وجهة نظر والذي يقول تصح وتجب في المسجد ولو بهذه الطريقة بدل الصلاة في البيت له وجهة نظر. فلا ينبغي يعني الإنكار في هذه المسألة، نعم لا بأس بالمناقشة لا بد لكن الإنكار كأنه فعل شيئا منكرا ظاهرا غير صحيح أبدا، مسألة اجتهادية لكل قوله ولكل رأيه وتحتمل المسألة القولين حقيقة، وجهة نظر في هذه المسألة أنه إذا كان أهم شيء هو صلاة الجماعة أهم من صلاة المسجد أهم شيء أن تصلي جماعة هذا هو الأصل جماعة فلو قال لي مثلاً نحن نصلي في البيت فرادى أو نصلي في المسجد بهذه الطريقة نقول لا، صلِّ في المسجد بهذه الطريقة لا تصلوا فرادى، أو قال أصلي وحدي في البيت أقول لا، صل في المسجد جماعة ولا تصل في البيت وحدك، لكن قال لا نحن نصلي جماعة في البيت نعتقد أن الصلاة بهذه الطريقة مشوهة ولا ينبغي أن تصلى بهذه الطريقة له وجهة نظر، 

يبقى أمر الذين يخافون على أنفسهم أو يخافون على غيرهم من الفيروس أو ما شابه ذلك من الأمور كأن يأمره أبوه مثلاً أو أمه بعدم الذهاب إلى المسجد خشية العدوى طبعاً هذه مبالغات في هذا الأمر لأن العدوى لا تنتقل بالهواء إلا إذا كان هو مقصراً في هذا الجانب، أما الأصل العدوى لا تنتقل في الهواء فإذا كان يحرص أن لا يلامس أحداً ويأخذ معه سجادته ويصلي ويرجع ما في بأس إن شاء الله تعالى يصلي في المسجد، لكن إذا صار الأمر عنده رجل كبير في السن مثلاً يخشى عليه من العدوى لضعف مناعته أو ما شابه ذلك فلا بأس إن شاء الله تعالى يصلي في بيته فلا يشدد في هذا الأمر وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنك وأن يزيل هذه المسألة

شارك