- قال: إن الحنيفية ملة إبراهيم. الحنيفية هي الانحراف عن الشرك كما قلنا. فهي ملة إبراهيم. وهي ملة صالح. وهي ملة داوود. وهي ملة عيسى. وملة سليمان. وملة محمد. وملة آدم. وملة جميع الأنبياء الإسلام. "إن الدين عند الله الإسلام". يقول الله تبارك وتعالى:
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )(85ال عمران)
فكل الأنبياء جاؤوا بالإسلام. ملةٌ واحدة. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
الأنبياء إخوةٌ لعلات. إخوة لعلات هم الإخوة لأب. أبوهم واحد وهو عقيدتهم. وأمهاتهم شتى أي شرائعهم. كما قال الله تبارك وتعالى:
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا. ).......
وإلا فالإسلام الذي جاء به إبراهيم هو الإسلام الذي جاء به موسى. وهو الإسلام الذي جاء به عيسى. وهو الإسلام الذي جاء به نوح. وهو الإسلام الذي جاء به سليمان. داود وزكريا ويحيى وأيوب ومحمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين. ولذلك قرر الله ذلك بقوله:
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ).....
الدين كله سواءً دين آدم أو دين محمد ومن بينهما صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين. الدين واحد وهو الإسلام. ولذا نقرأ قول الله تبارك وتعالى:
(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة:133].
وقبلها قال الله تبارك وتعالى:
(وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصطفى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(البقرة132)
وقال سبحانه وتعالى عن فرعون موسى لما أدركه الغرق ماذا قال؟ :
(حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )( يونس90)
والملكة بلقيس مع سليمان عليه الصلاة والسلام. آخر المطاف قالت:
(قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمٰنَ لِلَّهِ رَبِّ الْعٰلَمِينَ) (النمل : ٤٤)
وقال عن عيسى وموسى وهكذا. جميع الأنبياء إنما جاؤوا بالإسلام. وهو الاستسلام لله تبارك وتعالى.