يقول: اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم. الحنيفية من الحنف والأحنف هو المائل. ويقال رجلٌ أحنف أي يمشي مائلاً. والحنيفية هي الميل. وكان إبراهيم حنيفاً. أي مائلا، عن ماذا؟ مائلا عن الشرك الذي كان عليه قومه. وكل من مال عن شيء إلى شيء يقال له حنيف. فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان حنيفا مسلما أي مائلا عن الباطل إلى الحق. وقد يكون الإنسان مائلا من الحق إلى الباطل. هذا وارد. ولكن في اللغة الحنيف هو المائل. وقد يكون مائلاً من الحق إلى الباطل أو مائلاً من الباطل إلى الحق. لكن هنا المقصود لما أطلق الحنيفية صارت الآن علما على أتباع إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والله تبارك وصفه بأنه كان حنفيا مسلما ولم يك من المشركين صلوات ربي وسلامه عليه