ثم استثنى قال: "إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (3)
ذكر أربعة أوصاف سبحانه وتعالى: آمنوا أي صدقوا وأيقنوا بقلوبهم وأبدانهم أن الله وتعالى هو الحق ونطقوا بالشهادتين لله تبارك وتعالى، هؤلاء الذين آمنوا، يقين مع لفظ الشهادتين لله تبارك وتعالى، قال: وعملوا الصالحات أي أضافوا إلى إيمانهم العمل بالصالحات وهي كل ما أمر الله به سبحانه وتعالى وتركوا كل ما نهى الله عنه سبحانه وتعالى هذا عمل الصالحات فعل الواجب وترك المحرم، فإذا أضافوا إلى ذلك فعل المستحب والبعد عن المكروه فهذا خيرٌ على خير، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوصي بعضهم بعضا افعل لا تفعل اتق الله خف الله وهكذا تواصوا بالحق يوصي بعضهم بعضا بالحق الإيمان بما يحبه الله ويرضاه سبحانه وتعالى، وتواصوا بالصبر أن يوصي بعضهم بعضا أن يصبروا "ولنصبرن على ما آذيتمونا" يصبر الإنسان "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" فالقصد أن الصبر والتواصي به من صفات هؤلاء الذين ذكر تبارك وتعالى