3_ (العلم - معرفة الله) - المسألة الأولى - شرح كتاب الأصول الثلاثة - الشيخ عثمان الخميس

إقرأ

قوله: أربع مسائل الأولى: العلم معرفة الله معرفة النبي معرفة دين الإسلام، معرفة الله إذ لا يمكن الإنسان يعبد الله إلا إذا عرفه عبده عبادةٌ صحيحة، الأقدمون قالوا: العلة والعلة التي خلقت هذا الكون وأظن قال الصدفة بعظهم قال الطبيعة وغير ذلك من الأمور وصل كثيرٌ منهم إلى أنه هناك خالق لكن من هو لم يعرفوه نحن بفضل الله تبارك وتعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب وهدانا إلى صراط مستقيم فعلمنا أن الذي خلق هذه كلها هو الله سبحانه وتعالى فالعلم بالله كلما عرف الانسان الله أكثر كلما يعني عبده أحسن كما قال الله تبارك وتعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )فاطر-28

وذلك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد لله خشية ولذا النبي صلى الله عليه وسلم نبه على ذلك لما جاء الثلاثة الذين سألوا عن عبادة النبي صلى عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها يعني قالوا الحديث المشهور ثم لما علم النبي صلى الله عليه وسلم سؤالهم ومقالهم قال: أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له وفي رواية قال: أما إني أعلمكم بالله وأتقاكم لله فقدم العلم، فالإنسان كلما عرف الله أكثر كلما كانت عبادته أصح من جانبين، الجانب الأول: جانب التقوى الخشية عرف الله بأسمائه بصفاته بأفعاله عرف الله أنه الكبير العظيم القوي الجبار عرف الله أنه الرحمن الرحيم فهنا كلما ازداد الإنسان معرفة بالله تبارك وتعالى ازداد حباً وخوفاً لله تبارك وتعالى فعبده عبادةً صحيحة بالحب والخوف والرجاء فلذلك العلم بالله سبحانه وتعالى من هو الله سبحانه وتعالى ما هي صفاته  وأسماؤه ماهي أفعاله  ماذا أعطانا، ولذلك قيل أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان، هذا إذا كان إحسانا من بشر فكيف الإحسان من الله "وما بكم من نعمةٍ فمن الله" فالإنسان كلما عرف نعم الله عليه كلما أحبه أكثر سبحانه وتعالى، فالقصد أن العلم بالله من هو الله سبحانه وتعالى ثم ماذا يريد منا سبحانه وتعالى، أمره، نهيه، حتى نعبد الله على بصيره "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" فلا يمكن الإنسان يكون على بصيرة وهو جاهل فلا بد أن يعلم من هو الله ثم ماذا يريد الله منه بماذا يأمره عن ماذا ينهاه سبحانه وتعالى، لما يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:

َومَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات-56)

طيب كيف نعبده إذا لم نكن نعلم؟ لا نستطيع أن نعبد الله إلا إذا علمنا ماذا يريد منا وهذا لا يكون إلا عن طريق الرسل بإنزال هذه الكتب عليهم صلوات ربي وسلامه عليهم وبإخبارهم هم عن الله جل وعلا من غير هذه الكتب وهو ما نسميه بالقرآن والسنة، فإذاً العلم بالله تبارك وتعالى أول شيء ذكره المؤلف رحمه الله تبارك وتعالى قال العلم وهو معرفة الله

شارك